اعترتها سحابة خفيفة من القلق.. وهي تنظر إلى الساعة تراقب عقاربها تمر بطيئة ...كأن الزمان يستعد لأن يغمى عليه تململت في مكانها غير ما مرة قبل أن تقرر أن تعانق بوح اللحظة وتتوه في صحراء ذكرياتها... تتجاذب أطراف اللحظات الماضية تكسر بها قاعدة الانتظار الطويل... لكن انتظار ماذا ؟ هي لا تدري حقا ماذا تنتظر؟ ولا من تنتظر ؟ كل ما تدريه أنها تحاول قتل الفراغ بداخلها بانتظار بتاء تأنيث ساكنة قدر لها أن تكون لا محل لها من الإعراب في اللغة ولا محل لها من التأنيث في انوثتها ... تبا لهاته العقارب وهي تتلوى على عنقها المشرئب للساعة وتلدغها باستمرار فتقتلها كل هنيهة برصاصة فارغة تزيد الفراغ فراغا.. جاهدة تتشبث بحبل واهن من الذكريات... كم تبدو لها الأيام حنونة حين تصبح من تبعات الأمس وكم تبدو قاسية حين ترافقها وكم تبدو حزينة حين تكون مخفية عنها ما بال هاته الذكريات عصية؟ لم تستطع بشتى الوسائل أن تثير حافظتها لتغادر مرآة الذاكرة لتسردها على الورق فيخف عسر هضمها... تبا لا تذكر منها إلا رواية مسروقة قرأتها لصديقة لها في العالم المسروق وعدتها يوما أنها ستسرق روايتها المسروقة من سرقة رواية مسروقة